حماية الطلاب من الانحراف الجنسي

حماية الطلاب من الانحراف الجنسي

تعد الغريزة الجنسية من أقوى الدوافع في شخصية الفرد وفي سلوكه, وتلعب العوامل النفسية دورها في هذه الدوافع ، كما تلعب العوامل العضوية ، ولا سيما الهرمونات التي تفرزها الغدد الجنسية،وهي طاقة موجودة فى كل الناس لتؤدى وظيفة هامة وهى التكاثر وعمران الأرض ، ولكى يحدث هذا أحاطها الله بأحاسيس تدفع الناس لتحقيق هذه الأهداف، ويتحملوا مسؤوليات بناء الأسرة وتربية الأبناء.

وقد جعل الإسلام لهذه الغريزة أحكاماً وآداباً، تضبط مسارها وتحفظها، ومن ذلك أحكام الطهارة والزواج ،وأحكام الدخول والاستئذان، وغض البصر.......، ويلاحظ أن الإسلام يشدد على مسألة حفظ حرمات الأشخاص وأعراضهم ، وبيّن خطورة ذلك على المجتمع ، ورتب على ذلك عقوبات شديدة، حتى يحفظ الإنسان هذه الطاقة ويصرفها في المصرف الحلال.

وقد خلق الله عز وجل الرجل وخلق المرأة ليتزوجا وينجبا الأطفال، وجعل لذلك مسارا محددا ، قال تعالى «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ « آية 222 : البقرة .

ويعرف الانحراف الجنسي بأنه: حصول الفرد على الإشباع الجنسي بطرق غير مشروعة تخالف المنهج الرباني ، ويستهجنها المجتمع أو يعاقب عليها.

ومن أشهر أنواع الانحرافات الجنسية :

1- الزنا:

2-الجنسية المثلية:وهو ميل جنسي قوي عند الفرد إلى فرد آخر من نفس الجنس ، وتسمى هذه العلاقة الانحرافية باللواط، كما تسمى بين الإناث بالسحاق

3- العادة السرية: وهذا النوع أكثر انتشارا بين الأطفال والمراهقين.

ولهذه الانحرافات أسباب عديدة:

1- عوامل جسمية: منها ما يعتري الفرد من اختلال في معدل إفرازاتها، كما يحدث في حالات البلوغ المبكر قبل الأوان، أو حالات بلوغ متأخرة أكثر من المعتاد ، أو ما يحدث من أمراض أو عاهات أو عيوب خلقية تؤثر في وظائف الجهاز التناسلي، كما في حالات العقم والضعف الجنسي.

2ـ عوامل تربوية واجتماعية منها:التنشئة الخاطئة أيام الطفولة والمراهقة ،ووجود اضطراب في التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمجتمع والصحبة السيئة ، أو وجود وفرة في المثيرات الجنسية.

3-عوامل نفسية: مثل الصراع بين الدوافع والغرائز، وبين المعايير الخلقية والقيم الاجتماعية، وبين الرغبة الجنسية وموانع الاتصال الجنسي، ومخاوف الجنس.

الوقاية من الانحراف الجنسي:

1-أهمية تدعيم مراقبة الله عز وجل في نفوس الأبناء، ومعرفة العواقب الوخيمة للأفعال غير الشرعية في الدنيا والآخرة.

2-ضرورة التربية الأسرية السليمة للأبناء على العفة والحياء، وكذلك الصبر والبعد عن كل ما يثير الشهوة، والحرص على تطبيق السنة في نوم كل طفل في فراش خاص به.

3-إشباع حب الاستطلاع عند الطفل بالطريقة المناسبة لقدرته العقلية ومستوى إدراكه، وأن تكون الإجابة صريحة وواضحة ومبسطة وبطريقة علمية بعيدة عن الإثارة الجنسية.

4-يجب الصدق مع الابن في الإجابة عن تساؤلاته الجنسية بطريقة علمية، حتى لا يأخذ هذه المعلومات من مصادر لا نثق فيها وتكون خاطئة .

5-تسهيل إجراءات الزواج الشرعي للبالغين منهم.

6-تحذير الأبناء من الانحرافات الجنسية تحذيرا مبنيا على أسس علمية لا على مجرد التخويف.

7-شغل أوقات الفراغ بالأنشطة المجدية والنافعة.

8-توفير فرص العمل للابن القادر على العمل، وإعداده وتدريبه وفق ميوله وإمكاناته، ذلك أن البطالة تعتبر من أهم مقومات الانحرافات السلوكية.

9-حث الأبناء على ممارسة الألعاب الرياضية لتنمية الجسم، مثل كرة القدم والسباحة ، حتى ينصرف اهتمامه بالطاقة الجنسية .

10-الحذر من تعريض الابن إلى مواطن إلهاب المشاعر وتأجيج الشهوة،كبرامج القنوات الفضائية الفاضحة، ومواقع الانترنت الإباحية.

علاج السلوك الجنسي المنحرف لدى الطلاب:

ينبغي الأخذ في الاعتبار أن معظم الأفراد يمرون بمثل هذه الانحرافات بدرجة أو بأخرى ، فلا نطلب من الطالب قمة المثالية ،فهو بشر يمكن أن يخطئ في بعض الأمور ، فعلى المربي أن يتعرف على الأسباب التي أدت إلى الانحراف، وأن يعالج الخطأ بهدوء، وألا يلجأ إلى التهديد أو العقاب ، أو إثارة الانفعالات كي يتغلب الطالب على مشكلاته السلوكية.

1.تبصيره بالنتائج الدينية والخلقية والقانونية والاجتماعية والطبية للممارسة المنحرفة.

2.العمل على تنمية سلوكه ووعيه الديني، وذلك بتشجيعه على قراءة القرآن الكريم ، وحضور المحاضرات والمواعظ،ومجالسة الصالحين، وسماع الأشرطة النافعة، وقراءة الكتب المفيدة .

3.تعليم الطالب التحكم في النفس وضبطها ، وطبيعة إشباع الدافع الجنسي من خلال ما شرعه الله ، وما وضع له من ضوابط ، وعدم الانسياق وراء العاطفة، والتعقل والصبر في هذا الجانب، ومساعدته على تفادى عوامل الإثارة الشاذة.

4.يوجه الطالب ذي السلوك الشاذ إلى القيام بفعل صالح مكافئ للفعل الشاذ كأن يصوم يوما أو عدة أيام ، أو يتصدق بمبلغ ، أو يؤدى بعض النوافل بشكل منتظم ، وكلما عاود الفعل الشاذ زاد فى الأعمال التطهيرية .

5.يرشد الطالب ذي السلوك المنحرف إلى كتابة المواقف التى واجهته وكيف تصرف حيالها، ويقوم بعد ذلك بمناقشتها مع المرشد ، وهذا ينمى فيه ملكة مراقبة سلوكه ومحاولة التحكم ، وفى كل مرة ينجح فيها الطالب فى التحكم يكافئ نفسه أو يكافئه المرشد حتى يتعزز سلوك التحكم والسيطرة الداخلية.

6.كما يجب على من ابتلى بشيء من الانحرافات الجنسية اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ، في أوقات ومواطن الإجابة ، فهو القادر على كشف البلاء ، ومنه نستمد منه العون والشفاء، وهو الشافي سبحانه ، الذي لا شفاء إلا شفاؤه