فديت روحك صاحب الموقع
عدد الرسائل : 1486 رقم العضوية : : 1 علم الدولة : تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: 0000000أنـــــــــــت فيــــن والإرشاد فيــــــن 000000000 الثلاثاء أبريل 01, 2008 5:59 pm | |
| 0000000أنـــــــــــت فيــــن والإرشاد فيــــــن 000000000
يؤسفنا أن نجد بين زملائنا المرشدين في مدارسنا من شوه سمعة الإرشاد، وأفسد مكانة المرشدين، وحرم الجيل من برامج التوجيه ، وأضاع عليهم الاستفادة من خدمات الإرشاد ، وما ذلك إلا بسبب فتورهم في الهمة وفي الحماس، و ضعفهم في العطاء وفي النشاط، وقلة بضاعتهم في الإلمام العلمي، وفي الإتقان المهاري . فهذا مرشد لامع الذكاء ، فيه مكر ودهاء، قد وجّه جهده للسجلات والملفات ، وكذلك اللوحات ، فلا تراه إلا غارقا بينها ،فهو مشغول بتسمينها، ومجيد في تزيينها ، وإذا ما رأيته بين أكوام أوراقه المبعثرة ؛ حسبته يعدّ دراسة علمية ،أو مشغول بحلول المسابقات الثقافية. وهذا مرشد إذا مازاره ولي أمر فتح عليه علوم السيرة والديرة، فيأكل عليه وقته واهتمامه، ويعيق طلابه عن الاستفادة من خدماته ، فلو حدد لهم من الأوقات مايناسب، ومن الزمان ماهو ملائم. ومن المرشدين من أحال غرفته إلى مجلس للمؤانسة ، ومكان للاسترخاء، واحتساء أقداح القهوة ، وارتشاف أكواب الشاي، ولاتجد منها سوى تعالى الضحكات، وتطاير النكات، فمن يرعى طلابه ، وقد أنشغل بغيرهم عنهم ؟! ومن المرشدين من اتشح بوشاح الكسل ،وارتدى رداء الخمول، فما همه إلا التجول بين ممرات المدرسة وغرفها المكيفة، يمضغ العلك في فمه، ويعبث بالمسبحة في يساره ، يتجول هنا وهناك؛ وكأنه رجل عسة ، أو مراقب طلبة ، وكان الأولى البقاء في مكتبه، يقدم خدماته في غرفته الهادئة والمريحة. وتعجب من مرشد آخر في أسلوبه الرهيب، إذا ما أحيل إليه طلاباً صدر منهم سلوك مخالف، فليس منه إلا أن يرعد ويزبد منهم، ويزمجر بصوته عليهم حيلة منه ؛ حتى يضمن لنفسه طلاباً لايراجعونه البتة، وما علم صاحبنا حاجتهم إلى الهدوء في تعديل ما قد اعتراهم. وهذا مرشد ضعيف ومطواع؛ يملي عليه زملاءه المعلمين مايريدونه نحو تلاميذهم المحولين إليه، إذ يرضخ لأسلوب خاطئ كاستدعاء ولي الأمر لكل شاردة وواردة تحدث من الطلاب، فما يدري شيئاً عن صناعته، وغير ملمّ بتلك الأساليب الفعالة في تعديل السلوك ، ومعالجة الأخطاء. أما المرشد الذي يزيدك ألماً على ألم ، وحزناً على حزن ؛ فهو من لايأبه برأي ، ولا يستجيب لنصيحة ، ولا يأخذ بتعليمات المدير، ولابتوجيهات المشرف ، فهمّه مزاجه؛ يسيِّره ويسايره، ويمشي بطوعه وباختياره. فمثل هذه النماذج الخاوية الفارغة، الضائعة المضيعة، تفسد ولاتصلح، تهدم ولاتبني ، إنها نماذج ممقوتة مقيتة، تضيع على الجيل فرصتهم في إنماء نفوسهم ، وتقوية ذواتهم، وتنوير سلوكهم، والارتقاء بأفكارهم. | |
|